منتديات زمــان يا حـــب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهلا و سهلا مرحباً بك يا *زائر*

في منتديات زمان يا حب

نرجوا أن تقضي معنا أوقات مفيدة و يسعدنا إنضمامك لعائلتنا

ننتظر أن نرى إبداعاتك بكل شوق

مع تحيات إدارة منتديات زمان يا حب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات زمــان يا حـــب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهلا و سهلا مرحباً بك يا *زائر*

في منتديات زمان يا حب

نرجوا أن تقضي معنا أوقات مفيدة و يسعدنا إنضمامك لعائلتنا

ننتظر أن نرى إبداعاتك بكل شوق

مع تحيات إدارة منتديات زمان يا حب
منتديات زمــان يا حـــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العجوز وغبار الزمن

اذهب الى الأسفل

موضوع العجوز وغبار الزمن

مُساهمة من طرف zmanyahob الثلاثاء يونيو 16, 2009 7:30 pm

في هذا الركن البعيد من الشارع رأيتها تجلس تستند على لوح خشبي

هزيل أهلكة الزمن كما المرأة التي تُجالسة مر بها من العمر الكثير

ربما سبعون أو ثمانون عاماً تغمرها الأتربة أو ربما غبار الزمن

غمر ملامحها فكسا جلدها السواد ، والمشيب بشعرها ينعي العمر

الماضي والنهاية الأتية ، عيونها مازالت تحمل من الجمال والحسن

خضراء اللون لكنها كزهرة يانعه نمت بين رمال وحجارة

الجفن المُنكمش والوجة الذي جفت أرضة وتشققت ،

لا أعلم ما الذي جذبني أليها وأقتربت منها بهدوء شديد

وسألتها هل تبيعي هذة الحلوى ؟ أجابتني نعم أبيعها

شعرت بأحتياجها الشديد للمال وألا ما عانت وجلست هكذا

لبيع القليل من الحلوى الرديئة الصنع

سألتها كم تطلبي ثمناً لجميعها ؟ أجابتني وكان الثمن بخس

فتعجبت لأمرها أعطيتها ما طلبت وتركت لها الحلوى وتركتها

لكن شيئاً ما جعلني أعود مرة أخرى لها وكانت تستعد للرحيل

أقتربت منها أسألها هل تحتاجين لشيء ؟ قالت أطلب عون الله لي

قتلني فضولي كي أعرف ما قصتها وأين أهلها وأولادها

فسألتها أتقبلي أن تروي لي ما يعذبك هكذا ؟

وكان سؤالي هذا أنطلاقة لكلماتها وكانت قصتها على لسانها :

كنت صغيرة في العمر كان حسني وجمالي يخطف عقل الناظرين

وكنت من عائلة متوسطة الحال جائتنا سيدة صديقة لوالدتي

تزف لنا الخبر السعيد وأن يوجد ثري عجوز من بلد عربي شقيق

يريد الزواج من فتاة حسناء وأختارتني السيدة له لعلمها بما أملك

من حسن ، الطمع أصاب والداي ولم يهتموا لسعادتي بل كانت الكلمة للمال

أخذني العجوز لبدة معه وكان ثراؤة فاحش ، يسمونة الملك

يملك من القصور والسيارات بلا عدد ومرت الأيام

ويا لها من أيام مرت مريرة

كم هو قاسي جبار لا يعرف الرحمة ، رأيت معه كل العذاب

وجاء طفلي منه وكنت أتحمل كل شيء لأجله ومرت أربعة أعوام

وأصبح بيننا ثلاثة أبناء وهو لا يتغير ولا يهتدي

وفي يوم علمت بزواجة من أمرأتين سواي

وعندما سألته لما فعل هذا كان لي أسوأ العقاب

طلقني وألقى بي للشارع ، وقال إن رأني ثانية أو طالبت بأولادي سيقتلني

ولأني أعلم أنه قادر يفعل بي ما يشاء هربت الى شوارع لا أعلمها

في بلد أجهلها ، أتسول ، غلبني الشوق لرؤية أبنائي ، ذهبت لهم

لكن لم ألقى رحمة أيضاً من حراس القصر أبرحوني ضرباً

الى أن سالت دمائي ، وألقونى بغرفة الى أن جائني العجوز الجبار

أعطاني جواز سفري وبعض المال وقال غداً ستعودين لبلدك

أو لا تكوني بعد اليوم من الأحياء ،

وعدت الى بلدي كسيرة حزينة ينزف قلبي قبل جسدي

أبحث عن والداي ولا أثر لهم لا أعلم هم أحياء أم أموات

يقولون أنهم تركوا المنزل من بضعة أعوام ولا أحد يعلم أين هما

كنت حينها من العمر أناهز الخمسة والعشرين ومازلت أحتفظ بجمالي

أخذتني جارتنا أعيش لديها الى أن أعثر على والداي أو أعمل وأجد لي مكان أخر

مر شهرين وأنا أبحث وأبحث ، لم أعثر على والداي ولم أعثر على عمل

خارت قواي وضجرت ،

في نفس الشارع الذي نقطن به كان يقطن رجل يعيش وحيد

في العقد الثلاثون من عمرة أشفق علي وأخذني له ونيس

تزوجني وقبلت زواجة فليس لي خيار أخر

أعطاني الحب والحنان الذي أفتقدته طيلة حياتي

وعشت له زوجة مخلصة أتمنى رضاه

وكان أنجابي منه توأمان

جاءوا أناروا حياتنا وأكملوا سعادتنا

وكان زوجي يعمل في قطع غيار السيارات

حياتنا تملاؤها السعادة والأستقرار

مرت أعوام كثيرة قرابة العشرون عاما

ربينا أولادنا بكل حب وجعلنا منهم رجال نتشرف بهم

وأخذوا من الشهادات العليا كما شاءو وأصبح لهم كيان

وفي يوم مشؤوم حدث حادث لزوجي بُطرت ساقية الأثنان

وأصبح عاجز لا يقوى على الحركة نهائياً فأحملة على ظهري

لقضاء حاجته أو للأستحمام فأصبحت أنا ساقية

أما أولادي مع أول فرصة عمل أتت لهم بالخارج سافروا وتركونا

لم يسألوا عنا يوماً أو يأتوا لكي يرونا

لم يعد لدينا مال ولا عائد نعيش منه أنا وزوجي

وأنا كما تريني يا بنيتي كيف لي العمل والشقاء ؟

ولم أقبل أن يساعدنا الغرباء ولا نعيش من الحسنة والصدقات

لأجل أولادي لا أقبل تشوية مكانتهم

فأأتي ببعض الحلوى وأبيعها أشرف لي من مد يداي

سألتها وأين تسكنين ؟ قالت في نفس البيت الذي أجلس أمامه

حتى إن أحتاج زوجي العون يناديني أهرول له

سألتها وأنتى الأن تستطيعي حمل زوجك في هذا السن الكبير

قالت : يعينني ربي فأني أطلب منه العون فقط لأكون بجانب زوجي

فنظرت لها والألم يعتصر قلبي

ودموعها السائله تسيل على وجنتي

فأنحنيت لأقبل يدها وتمنيت أن أكون أبنتها


zmanyahob
zmanyahob
:::الــمــديــر الــعــام:::
:::الــمــديــر الــعــام:::

تاريخ التسجيل : 14/06/2009
عدد المساهمات : 113
اقيم في : الاسكندرية
الجنسيه : مصريه
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : في المنتدى
الموقع : مرسى الحب
الابراج : السمك
المزاج المزاج : حزينه
عدد النقاط : 7857
الـتـعـالـيـق : ليتك تعلم كم أحبك

https://zmanyahob.yoo7.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى